مقدمة
منذ عام 2021 واختلفت طبيعة العمل القائم للأفراد في المجتمع وخصوصا المرأة العاملة، خلال الثلاث الأعوام الفائتة زادت نسبة عمل المرأة من المنزل وخاصة أنه يوفر لها خيار البقاء في بيتها مع أسرتها إلى حد كبير، لكن هل وفر لها العمل عن بعد خيار البقاء بالمنزل حقا! وهل تمتلك الأمهات العاملات عن بعد مميزات اكثر من اّخريات يعملون من مكان العمل المخصص، في هذا المقال سوف نسرد لك بعض المميزات والعيوب للعمل عن بعد خاصة للأم الحاضنة.
الطبيعي الجديد !”the New Normal” من أجل المرأة العاملة
لو تذكرنا طبيعة نمط الحياة قبل عام 2020 وبعده سنجد أن أنماط الحياة اختلفت في مختلف الجهات وأهمها نمط العمل، فجائحة كورونا الطفرة الهائلة حديثة العهد في عام 2020 واستمرارها حتى عام 2021 لم تسنح لنا أن نمارس أعمالنا بشكل طبيعي، بل تغيير الأمر لنقل معظم الأعمال الممكنة إلى حاسوبك بمنزلك ليصبح هذا النمط هو النمط الطبيعي الجديد، أو كما سمته أغلب الحكومات الأجنبية.
وفي ظل هذه الظروف اعتمدت الشركات على القيام بعملية التوظيف كاملة عن بعد بداية من المقابلة الشخصية وصولا إلى مكان العمل الذي أصبح عن طريق تطبيقات الاتصال عن بعد الشهيرة، كل الوظائف تقريبا انتقلت لتكون عن بعد، التدريس والبرمجة والهندسة والتجارة والاستشارات القانونية وحتى الاستشارات الطبية، عدد مهول من الوظائف المتاحة عن بعد خصوصا للأمهات التي لم يعد بمقدورها اصطحاب أبنائها إلى الحضانات نظرا لإغلاقها فترة الجائحة.
جعل العمل عن بعد الوضع يستمر لما فيه من ميزات في سنة 2021 حتى تأقلم الحكومات والأفراد على نمط الحياة الجديد، واستمر هذا الوضع حتى لحظتنا هذه فوظائف العمل عن بعد موجودة وبكثرة على مواقع التوظيف، لكن كيف يؤثر العمل عن بعد على الأمهات العاملات عن بعد؟ هل يصح القول أنه أسهم في راحة المرأة بشكل أكبر وخفف كاهل ضغوط العمل عليها؟
المميزات التي يتحلى بها العمل عن بعد من أجل الأمهات العاملات
فكر في الأمر لثانية، تعمل وترعى الأطفال وتقوم بأعمالها المنزلية، مزيج مثالي لأي مرأة متزوجة تحلم به طول الوقت، دعونا نسرد لكم ما هي المميزات التي تحلت بها المرأة العاملة في ظل العمل عن بعد منذ عام 2021:
1- تواجدها مع الأسرة لوقت أطول
قبل الجائحة، كانت الأمهات العاملات مثلهن مثل حال الموظفين كافة ، المحافظة على وقتها في العمل لمدة قد تصل لثمان ساعات لضمان المهنية الكافية لها وحتى لا تتهم بالتقصير تجاه العمل مع وجود أطفال، فيما كانت تعود لمنزلها لتبدأ رحلة رعاية الأبناء، أداء مهامها المنزلية، وبعض الأمهات أيضا تلزم نفسها بمهمة أكبر وهي تعليم أبنائها. للحظة انتهى هذا كله فبالعمل عن بعد هي ليست مضطرة لمفارقة الأطفال والتوقف عن أعمالها المنزلية بل يمكن القيام بهذا كله قبيل البدء في العمل أو أثناء القيام به وعدم إهدار فترة وهي بعيدة عن أفراد الأسرة مما يساعدها في تكريس وقت أكثر في التربية والرعاية الذي يعتباران دورها الأساسي كأم.
2- توفير في الوقت والمال
تخيل حجم الوقت الذي يستهلك في الذهاب والعودة من العمل، ناهيك عن المدن المكتظة بالسكان ، يستغرق الوصول إلى مكان العمل بمعدل نصف الساعة لكل موظف حتى يصل إلى مكان العمل، فيما يكون العبء كبير على الأمهات العاملات لكونهم يقمن باصطحاب أبنائهم إلى المدرسة من أجل التعليم أو إعداد الوجبات اللازمة للأطفال حتى وقت العودة إلى منازلهم، عندما بدأ العمل عن بعد في الانتشار خفف هذا من العبء على كاهل الأمهات العاملات فقد تلاشت هذه المهام الاجتماعية وأصبح الوضع يقتصر على جلوسها على الحاسوب الخاص للبحث عن وظائف مستقبلية.
والأولى بالذكر هو توفير المال الذي كان سينفذ بوجه عام بسبب وسائل المواصلات يوميا، القيام بالعمل من المنزل عامة للموظفين وخاصة للأمهات العاملات له أثر ساهم في الادخار بصورة كبيرة لذلك يعد العمل من المنزل ذو قيمة مادية ومعنوية كبيرة.
3- زيادة الإنتاجية مما يعني زيادة المهنية
كون المرأة تعمل من منزلها يجعلها توفر وقت كبير لنفسها وأسرتها ومع عدم تقصيرها في مهامها الوظيفية بل بالعكس يعطيها هذا مساحة كبيرة من الوقت واستثماره في رفع كفاءة العمل فبالها يخلو من الحسابات المتكررة عن كيف ستقضي ساعات العمل وهي بعيدة عن الأطفال، في حين تستثمر الأمهات العاملات فترات التفكير في عملهن مما يزيد من انتاجيتها، ومن جانب اّخر يجعلها في منافسة عادلة مع الموظفين الاّخرين.
4- الحكم بالكفاءة فقط وليس بالمظهر العام
كثير من الأحيان ما سمعنا عن رفض بعض أصحاب العمل بعض الأمهات لأن هناك أشخاص ذو مظهر أفضل، هنا يصبح الحكم مسند إلى الصورة الاجتماعية وعدم الاهتمام بمدى كفاءة الموظفين وتقييم عملهم، العمل عن بعد ساعد الجميع على تخطي هذا، المحرك الوحيد لدى صاحب العمل لتعيين أي موظف لديه هو الكفاءة فقط، وبالحديث عن الأم العاملة خفف هذا من عليها الأحكام المستمرة على اختياراتها للملابس، أنها يتوجب عليها الظهور بإطلالة خاطفة بشكل يومي وبالتالي ساهم في ترك العبء النفسي للمظهر جانبا.
هل تتصدر الأمهات العاملات عن بعد الساحة؟ هل الوضع بلا مخاطر، قطعا لا!
وكعادة كل شئ قلما يخلو من العيوب، العمل عن بعد فيه من مميزات وفرها للمرأة لا يمكن إنكارها، فقد يحتوي على عيوب اّخرى جديرة بالذكر، وأن البعض لا ينبته لها لكنها مهمة وإن زاد كاهلها على المرأة قد يزيد من التعب النفسي ويكون العمل شبه مستحيل وخانق للأم، دعونا نذكر بعضها وما يتوجب على الأم فعله للانتباه له كي لا يتحول الوضع لعبء اّخرفي حياتها :
- الخلط الدائم بين فترات رعاية الأبناء وفترة العمل، مما يؤدي إلى عدم الاتزان بين العمل والحياة الشخصية.
- لكون ساعات العمل مرنة، يكون من الصعب أخذ الإجازات، والذي يعتبر متنفس تحظى به الأم العاملة بين كل فترة.
- يزيد من مخاطر زيادة فترة عملها عن الساعات الطبيعية، نظرا لوجود عوامل كثيرة في المنزل تساهم في تشتيت الانتباه، من واجاباتها في توفير الرعاية المستمرة للأطفال مع القيام بمهام للعمل بقدر عالي من المهنية.
- زيادة الكلفة على المنزل لتوفير الكثير من مؤهلات المكتب من استهلاك للكهرباء وشبكة انترنت أثناء عملها بالإضافة إلى استهلاك دائم للحاسوب الخاص مما يقلل من عمره الافتراضي.
- خطر العزلة الاجتماعية، بسبب وجود الأمهات العاملات عن بعد بصورة دائمة في المنزل، مما يهدد الوضع النفسي لديهن عندما ينعدم اختلاطها مع أفراد من المجتمع خلال فترة القيام بعملها بالإضافة إلى أنه يفقدها ميزة التواصل الدائم مع المجتمع الخارجي.
إذهب إلى حسابك وقم بإضافة تعليقك