عندما تكونين أماً عاملة، يمكن أن تشعري أن حياتك كلها عبارة عن لعبة لتحقيق توازن دقيق. تنتهي من توصيل الأطفال إلى الحضانة إلى الاستعداد لتقديم عملك في غرفة الاجتماعات. توازنين بين جداول المدرسة وجدولك الزمني. بعض الأيام تكون سهلة وسعيدة للغاية، بينما تتركك أيام أخرى محبطة ومتعبة للغاية.
تقديم الحب والرعاية لأطفالك والتفاني في عملك ليس بالأمر السهل - لكن استمعي، أنت المرأة المناسبة لهذه المهمة. نعلم ذلك لأنك تقومين بهذا بالفعل! لقد أعطاكِ الله هؤلاء الأطفال الصغار الثمينين للعناية بهم، وأنت تبدعين في عملك. مهما كانت المرحلة التي تمرين بها في حياتك... لديك القدرة على اتخاذ القرار بشأن كيفية التعامل معها.
فريق أعمالنا به الكثير من الأمهات العاملات اللاتي يردن أن يحافظن على سعادة أسرهم من دون أن يفقدن حياتهم الشخصية والعملية أيضًا، لذا بعد سنوات من التجربة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، اكتشفنا بعض النصائح المفيدة للأمهات العاملات ونود مشاركتها معك.
كيفية تحقيق التوازن في الحياة كأم عاملة
قبل أن نتحدث عن الأمور العملية، نود مشاركة تعريفنا لتوازن الحياة معك. عندما يتعلق الأمر بتوازن الحياة، قد نشعر دائمًا بأننا متأخرون. كأننا لو كنا أكثر إنتاجية أو تمكنا من إدارة وقتنا بشكل أفضل، سنحقق التوازن المثالي بين العمل والعائلة.
لكن الحقيقة هي أن الأمهات العاملات يفهمن مفهوم توازن الحياة بشكل خاطئ! ليس الأمر إما-أو. ليس قضاء نفس القدر من الوقت على كل شيء - إنه اختيار ما يجب التركيز عليه في أي وقت محدد.
والآن، أنت في مرحلة حيث تعلم كيفية أن تكوني أماً جيدة ووجود وظيفة هما أمران مهمان للتركيز عليهما. يمكنك أن تشعري بالثقة، حتى في حياتك المزدحمة والمليئة بالفوضى، لأنك تعرفين أنك تقضين وقتك على ما يهمك أكثر.
نصائح لتحقيق التوازن كأم عاملة
1. فكري في المرحلة التي تمرين بها.
من المهم جداً أن نتذكر أن حياتنا عبارة عن مراحل، نمر بمراحل مختلفة من الظروف الحياتية التي تتطلب وقتنا وجهدنا وتركيزنا. يمكن لمرحلتك الحالية أن تساعدك في تحديد أولوياتك.
سواء كنتِ تعودين إلى العمل بعد إنجاب الأطفال أو كنتِ أماً عاملة منذ أكثر من سنة، كوني صادقة بشأن مكانك. أيضاً، يمر أطفالك بمراحلهم الخاصة. ربما يبدأون سنتهم الأولى في المدرسة الثانوية. أو ربما تم تشخيص أحد أطفالك بتحدي تعليمي. لا بأس في التخلي عن بعض الأولويات للتركيز على ما يهم حقاً.
وإذا كنتِ تمرين بمرحلة صعبة، ثقي بهذا: لن تدوم إلى الأبد. المراحل تأتي وتذهب. أهم شيء يمكنك فعله هو أن تكوني حاضرة بغض النظر عن المكان الذي تجدين نفسك فيه.
2. كوني رحيمة بنفسك
نحن السيدات قاسيات جداً على أنفسنا. وقاسيات للغاية في كثير من الأحيان! إذا كنتِ تواجهين صعوبة في أن تكوني رحيمة بنفسك، اسألي نفسك هذا السؤال: هل سأتعامل مع صديقتي بالطريقة التي أتعامل بها مع نفسي؟ إذا كانت الإجابة لا، فتوقفي عن ذلك. ارفضي أن تكوني ناقدتك الأسوء. ماذا لو اضطررتِ إلى استخدام الكعك الجاهز بدلاً من المحضّر منزلياً لمعرض الحلويات؟ أو طلبتِ من جارتك أن تأخذ الأطفال من المدرسة لتتمكني من الذهاب إلى موعدك الطبي؟ سيتم إنجاز الأمر.
3. أعطي الأولوية لزوجك
نداؤك الأول هو أن تكوني زوجة، ثم أم. غالباً ما تقلب النساء الأمرين، ويضعن أطفالهن قبل أزواجهن. عندما تصبح الأمور مشغولة ويأخذ الأطفال مركز الصدارة، من السهل أن تنجرفي بعيداً عن زوجك وتنسي أنكما فريق واحد وأكبر دعم لبعضكما البعض. كل شيء في حياتك - بما في ذلك مهنتك وأطفالك - سيكون أفضل إذا كان لديك زواج قوي وصحي وممتع ومتصل.
ربما تشعرين بأنك مشغولة بالفعل، لكن يجب أن تخصصي وقتاً لزوجك في جدولك. تخلصي من شيء آخر يأخذ من وقتك لتتمكني من وضع ليلة موعد أسبوعية في جدولك. ابحثي عن طرق صغيرة وسريعة للتواصل على مدار اليوم.
4. لا تحاولي القيام بكل شيء
وقتك، مالك، وطاقتك محدودون عليك دائما اتخاذ خيارات حول كيفية استخدامهم. يمكنك إما اختيار ما يهمك أكثر، أو يمكنك محاولة القيام بكل شيء والفشل. لأنك لا تستطيعين القيام بكل ما تريدين- ولا يمكنك -بالتأكيد- القيام بكل ما يريده الآخرون منك...
لذا، تقبلي محدوديتك! تعلمي الشعور بالثقة عند قول "لا" للكثير من الأشياء حتى تتمكني من التركيز على الأشياء القليلة التي تهمك: عائلتك وعملك. لا تحاولي أن تكوني المرأة الخارقة وتحضري كل حدث عمل وكل مباراة أو مسرحية مدرسية. لست مضطرة للقيام بكل شيء. في الواقع، لا يمكنك هذا. لذا، أعطي نفسك الإذن للاسترخاء وتنفس الصعداء.
5. تخلي عن الشعور بالذنب كأم
الشعور بالذنب كأم هو شعور صعب التعامل معه لأنك تشعرين أنه بغض النظر عن المكان الذي تكونين فيه، يجب أن تكوني في مكان آخر. عندما تفوتين عرض رقص ابنتك بسبب اجتماع في العمل. أو عندما تغادرين العمل مبكرا- مرة أخرى- لأن لديك طفلا مريضا. بغض النظر عما تفعلينه أو لا تفعلينه، تشعرين بالسوء حيال ذلك!
وبصراحة، وسائل التواصل الاجتماعي لا تساعد أيضا. عندما نقارن أنفسنا بأشخاص غرباء على الإنترنت، نبدأ بوضع توقعات ومعايير غير واقعية على أنفسنا. نشعر بضغط المجتمع للقيام بكل شيء- للتفوق في وظائفنا وتحضير وجبات صحية ومتوازنة من الصفر كل ليلة، وتنسيق ملابس أطفالنا والتأكد من حصولهم على درجات ممتازة.
حقا! الشعور بالذنب ليس الحل لكيفية أن تكوني أما أفضل. إنه يضغط عليك ويعطيك شعرا رماديا. (حسنا، ربما لا، لكنه يجعلك تشعرين أنكِ أثقل!) أعتقد حقا أننا نبدأ في الشعور بالذنب عندما لا نكون واضحين تماما بشأن ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لنا. ليس ما تعتقد أمنا أو أخواتنا أو أصدقاؤنا أنه مهم- بل نحن. ألا تشعرين بالتعب من ملاحقة حياة غامضة والشعور بأنك لن تصلِ أبدا؟
6. كوني حاضرة حيثما كنتِ
الشعور بالذنب كأم يجعلنا نعتقد أنه عندما نكون في المنزل، يجب أن نكون في العمل. وعندما نكون في العمل، يجب أن نكون في المنزل. وهذا يجعلنا بائسين! وجدت دراسة من جامعة هارفارد أن التواجد في اللحظة هو علامة رئيسية على السعادة. لكن للأسف، أفكارنا تتجول حوالي 47٪ من الوقت.
أعطي نفسك الإذن للحفاظ على عقلك وجسدك في نفس المكان. ستنجزين المزيد، تكونين حاضرة، وتستمتعين بحياتك بشكل أكبر بكثير. وإلا، ستجذب أفكارك المشتتة ومشاعرك المذنبنة عقلك بعيدًا عن اللحظة الحاضرة، و تفوتين حياتك الجميلة.
7. خصصِ وقتاً للراحة
إذا كنتِ تحاولين إيجاد طريقة لكيفية أن تكوني أماً جيدة، إليك هذه النصيحة: احصلي على مزيد من النوم. يحتاج الجسم البالغ إلى سبع إلى ثماني ساعات من النوم في الليلة، ولكن أراهن أن الأمهات العاملات بحاجة إلى المزيد. نقص النوم يخلق قائمة طويلة من المشاكل الصحية الجسدية والعقلية. اجعلي النوم أولوية لك ولأطفالك. من المدهش كم تصبح الحياة أخف وألمع بعد بضعة ليالي من النوم الجيد!
8. استيقظي قبل الأطفال
أعلم أنني ذكرت للتو الحصول على نوم جيد، ولكن هذه النقطة مهمة أيضاً. استيقظي قبل أطفالك،
حتى لو كان ذلك قبل 15 دقيقة فقط. لماذا؟ لأن الوقت الخاص بك أساسي للشعور بالتوازن، وكأم مشغولة، قد يكون هذا الوقت الوحيد الخاص بك في اليوم.
بالإضافة، عندما تستيقظين قبل الأطفال، يساعدك ذلك على بدء يومك كـ "أنت". أنت لست آلة تقديم الوجبات الخفيفة أو وسيلة نقل لممارسة كرة السلة في الصباح الباكر. يمكنك قضاء بعض اللحظات الهادئة مع مفكرة، أو كوب من القهوة، أو ممارسة الرياضة. سيساعدك الحصول على بعض الوقت الخاص في الصباح على توجيه قلبك وعقلك والاستعداد لبقية يومك.
9. احصلي على المساعدة
لا يمكن لأحد أن يفعل كل شيء بمفرده، والأمهات العاملات ليست استثناء! الحصول على المساعدة لا يعني أنك ضعيفة - يعني أنك بشر. ابحثي عن طرق إبداعية لتوزيع مسؤولياتك وتخفيف عبئك، مثل طلب المساعدة من أفراد الأسرة في رعاية الأطفال أو من أعضاء الفريق في المشاريع العملية.
إليك بعض الأفكار الأخرى للحصول على المساعدة وتوفير الوقت:
- الذهاب إلى استشارات مهنية أو علاج نفسي.
- تجربة التسوق عبر الإنترنت أو خدمات توصيل الوجبات.
- توظيف جليسة أطفال (أو تبديل ليالي رعاية الأطفال مع الأصدقاء إذا كانت الميزانية ضيقة).
- طلب المساعدة من أطفالك (وزوجك!) في الأعمال المنزلية.
- إجراء المكالمات الهاتفية أثناء المشي في الحي.
- تعلم كيفية تجهيز الوجبات أو تحضير الغداء في الليلة السابقة.
- تقليل المشتتات، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، التلفزيون أو التسوق عبر الإنترنت.
- الاستفادة من مركز رعاية الأطفال في صالة الألعاب الرياضية إذا كان لديهم واحد.
ابدئي في تحقيق أهدافك اليوم
ربما لا تشعرين بهذا، لكن هذه المرحلة من كونك أماً عاملة لن تستمر إلى الأبد. قبل أن تدركي هذا، ستكون الحفاضات، والفطائر صباح السبت، وتمارين كرة القدم مجرد ذكريات بعيدة. تأكدي من حقيقة أن الأجزاء الصعبة من هذه المرحلة لن تدوم إلى الأبد، لكن حاولي ألا تركزي كثيراً على المستقبل حتى لا تفوتي اللحظات الجميلة مع أطفالك الصغار.
وتذكري، الحياة يجب أن لا تجعلك تشعرين وكأنك على عجلة الهامستر أو محاصرة بقائمة طويلة من المهام. لذا حددي أولوياتك ولا تكوني عدوة نفسك. 💙
والآن أخبرينا عن تجربتك في سوق العمل.. لنحسن من شفافية العمل في المنطقة سويًا، انضمي لأعمالنا الآن.
إذهب إلى حسابك وقم بإضافة تعليقك