يظن البعض أن استقبال موظفين جدد لا داعي له فالموظف هو من عليه الاستعداد هذا لأنه سيبدأ العمل في شركة جديدة وسيتعامل مع موظفين جدد ولكن أثبتت الدراسات العكس، تحضير الموظف الجديد واستقباله بطريقة تجعله يشعر بالألفة تجاه زملائه وتجاه الشركة أيضًا تساهم كثيرًا في سرعة دمج الموظف الجديد بل إنها قد تقلل من فرصة رحيلة خلال أول 90 يوم من استلام العمل.
إذًا كيف تحافظ الشركة على الكوادر الجديدة؟ وكيف يساعد فريق الموارد البشرية في فعل هذا؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا.
هل يعتبر استقبال الموظفين الجدد شيئًا مهمًا؟
قد يظن البعض أن الترحيب واستقبال الموظف الجديد شئ لا يحتاج إلى الاستعداد فهذا شيء يرجع للموظف وهو الذي ينبغي عليه الاستعداد. وقد يظن البعض الآخر أن هذا أمر بسيط بجوار مسئولياته الكبيرة ولا يحتاج إلى أي جلبة لأنه عاجلًا أم أجلًا ومع ضغوطات العمل سينسى انطباعاته الأولى عن كيفية استقباله في أول يوم في العمل وكيف كان لهذا أثر على أدائه وعلى تحفيزه لأداء العمل كما أنه كان له تأثير مباشر على أداء العمل نفسه.
نرى نماذج كثيرة لا يتم استقبالهم بشكل لائق أو لا يتم دمجهم بشكل صحيح فى الشركة وتكون النتائج غير سارة، فمثلًا نعرف واحد من الناس انضم إلى شركة ما ولم يتلقى أي نوع من أنواع التدريب التوجيهي (orientation) وبقى في الشركة لعدة أيام ولم يخبره أحد من فريقه أو واحد من قسم الموارد البشرية عن مكان عمله، لا بل إنه لم يتلقى أية مساعدة للتعرف على أنظمة العمل ولم يتلقى أي دعم أو توجيه.
وهناك موظف آخر طُلب منه مباشرة تأدية العمل من دون أن يحصل على تدريب كاف ومن غير شرح لأنظمة الشركة وأنظمة العمل وكيف عليه التعامل مع الفنيين والنقاط التي عليه أن يأخذها في عين الاعتبار. لك أن تتخيل كيف أن عدم استقبال هذا الموظف بشكل صحيح جعله يواجه الكثير من المواقف الصعبة!
إن استقبال موظفين جدد ودمجهم بشكل صحيح في المؤسسة يبقى عالق في ذهن الموظف الجديد ويتذكره لمدة طويلة خصوصًا إذا كان هذا الموظف حديث التخرج أو في بداية مشواره المهني. فما يحدث في الأيام أو الأسابيع الأولى من العمل يؤثر فينا أو على الموظف الجديد من عدة نواحي، إليك لماذا نحب استقبال الموظفين الجدد..
1- تكوين انطباع عن المؤسسة
قد يأخذ الموظف انطباعا جيدا عن المؤسسة وعليه فإنه يحاول بذل قصار جهده وتقديم عمل يوازي ما رآه، فإن كان هناك تدريب ودمج مناسب.. فإنه سيحاول أن يؤدي عمله بشكل يتناسب مع نفس المستوى الذي شاهده.
على النقيض لو لم يتلقى هذا الموظف الجديد أي توجيه أو مساعدة فإنه قد يصاب بالإحباط ويشعر أن ثقافة الشركة يغلب عليها الفوضى وربما يشعر ببعض التهديد ويبدأ رحلته في الشركة وهو في وضع متحفز أو يضع يده على قلبه استعدادًا للرحيل عن هذا العمل في أي وقت.
2- تجنب تعريض الموظفين الجدد لأي مواقف صعبة.
بعض الموظفين السيئين أو السلبيين قد يستغلون عدم علم الموظف الجديد بأنظمة المؤسسة وعدم إلمامه بتفاصيل العمل لخدمة مصالحهم في التفوق والظهور على حساب هذا الموظف الجديد.
3- تحفيز الموظف الجديد وشعوره بالتشجيع لأداء عمله.
4- مساعدة الموظف على تأدية العمل على أكمل وجه.
5- تحقيق التعاون بين الزملاء والرؤساء.
ما هو دمج الموظفين الجدد وكيف يتم؟
هي كل المحاولات والآليات التي يستخدمها قسم الموارد البشرية أو الفريق الذي سينضم إليه الموظف الجديد لمساعدته على الاندماج السريع معهم ومع الشركة، وتختلف عملية دمج الموظفين الجدد حسب طبيعة العمل ولوائح المؤسسة ولكن الشائع في هذا الأمر هو ما يلي:
- توضيح الأهداف العامة للعمل.
- توضيح أوقات العمل وأوقات الرحيل.
- تعريف الموظف الجديد بالهيكل التنظيمي للشركة.
- مساعدة الموظف في التعرف على أنظمة المعلومات وأماكن أجهزة الحاسوب.
- تعريف الموظفين بالإدارات الأخرى والعاملين فيها والأقسام المختلفة بالشركة.
- شرح سريع لأجازات الموظف ومستحقاته وإلى من عليه اللجوء إذا واجهته أي مشكلة.
- جعل الموظف يتعرف على أماكن الخدمات بمكان العمل من أماكن تبديل الملابس وحمامات ومطعم وخلافه.
خاتمة
استقبال الموظفين الجدد ودمجهم بشكل مناسب وإعطائهم التدريب التوجيهي orientation يساهم كثيرًا في انطباعاتهم الأولى عن الشركة كما أن له دور في تحسين أدائهم والمساهمة في خلق بيئة عمل جميلة. لهذا بدورك كمسئول موارد بشرية ننصحك أن تهتم وتطور برنامج الدمج الخاص بالموظفين الجدد وتحاول أن تبذل قصار جهدك للتأكد من أنه قد وصلت لهم ثقافة الشركة وكل ما يخص المؤسسة بشكل مناسب.
وأنت كموظف في الشركة; إن لم تكن اليد التي تبني لا تكن اليد التي تهد، تعاون مع إدارة الموارد البشرية أو مع مديرك في استقبال الموظفين الجدد وساهم في طمأنة الموظف الجديد وساعده في التعرف على دوره وزملائه والأشياء التي من الجيد أن يفعلها والأمور التي عليه تجنب فعلها.
إذهب إلى حسابك وقم بإضافة تعليقك